د. محمد السليمان
قناة الطاقة الكونية (تيليجرام)
https://t.me/ReikiFacts
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد/
موضوعنا اليوم أحد المواضيع المثيرة للجدل والذي خلط فيه الحق بالباطل والحقيقة مع الخيال وخلط فيه الصحيح والسقيم.
ألا وهو الفرق بين التنويم المغناطيسي الطبي النفسي ويسمى أيضًا بالإيحائي وبين التنويم الإيحائي الطاقي الفلسفي، ويسمى أيضًا إيحائي.
في استخدام المصطلح نفسه قد يعنى أحد الإثنين وقد يعنى ما هو خلط بين الإثنين وقد يعنى ما هو من أعمال السحر والشعوذة وكل له تفصيل.
وهنا أحببت أن أفصل وأتبحر في التنويم الإيحائي الطبي النفسي الصحيح لأنكم إذا عرفتموه يسهل عليكم أن تفرقوا بينه وبين أي أنواع أخرى.
فقد كثر استغلاله ممن يدّعون ممارسته من المدربين ويخلطون معه الباطل ليظهروه بعين العلم أو الصحة مما يضر العملاء الذين يجهلون ماهو التنويم الإيحائي العلمي النفسي الصحيح.
علم التنويم الإيحائي النفسي (المغناطيسي)
التنويم المغناطيسي يظن البعض أنه خضوع الشخص لإرادة الطبيب المُنَوِّم، وهذا غير صحيح، بل هو حالة من الانتباه المركز المنتقى.
عندما ندخل في حالة التنويم المغناطيسي أو الإيحائي، بأنفسنا أثناء التفكير العميق أو التأمل، أو بمساعدة مدرب محترف، يمكننا تطوير قدرات فردية فطرية تمكّننا من إحداث تغيير مقصود في أفكارنا و مشاعرنا وسلوكنا، الشيء الذي لا نستطيع تحصيله عادة في حالات الوعي.
اِستُخدم التنويم المغناطيسي في علاج بعض المشاكل النفسية وليس كلها كالآكتئاب والتوتر، طبعًا بعد أخذ الموافقة من المريض. كما تم استخدامه في مجال الأبحاث بهدف دراسة تأثيره على الإحساس والإدراك والتعلم والذاكرة وعلم وظيفة الأعضاء.
و يبقى السؤال: كيف يمكن لعلاج غايته العقل أن يؤثر في الجسد؟
يستجيب الجسم فيزيائيًا للأفكار. حين نفكر في أشياء مرعبة، فإن نبضات القلب تتسارع والتنفس يضيق ويتم الشعور بآلام في المعدة وتشنج في العضلات وتعرق ورجفان. وكذا الأمر عندما نفكر في مواضيع أو أحداث سارّة، فمعدل النبض ينخفض، ليصبح التنفس عميقًا والعضلات مسترخية. بمعنى آخر، عندما يتم تنويم الشخص مغناطيسيًا، فإنه يصبح منفتحًا جدًا على الاقتراحات التي تزيد ردود فعله الجسدية الإيجابية وتقلل من تلك السلبية.
هل يمكن لأي شخص أن يخضع للتنويم المغناطيسي؟
يستطيع بعض الأشخاص الاسترخاء بسهولة أكثر من غيرهم، ويستطيع آخرون الدخول في حالة التنويم بسرعة وبعمق. ما يقارب %85 من الأشخاص يمكن إخضاعهم لتنويم خفيف، وهو كافٍ لجعل معظم الناس، إلى حد ما، يستفيدون من العلاج بالتنويم المغناطيسي. في عدد من الحالات، كما المخاض والولادة، يستخدم فيها التنويم المغناطيسي بدلًا من التخدير، لكن يلزم حينها على الشخص المُنَوَّم بلوغه مستوًى أعمق في التنويم المغناطيسي. ولذلك من الضروري معرفة مستوى قدرة الشخص الملتقي في الخضوع إلى التنويم المغناطيسي مسبقًا قبل اتخاذ هذا الأخير بديلًا عن المخدر.
في حالة التنويم الإيحائي، هل سأكون نائمًا أو غائبًا عن الوعي؟
تشتق كلمة التنويم المغناطيسي من الكلمة اليونانية الأصل “hypnos”، و التي تعني النوم. لكن التنويم المغناطيسي ليس هو النوم بالمعنى الحقيقي، فبالرغم من أنهما قد يبدوان متشابهين في صفة الاسترخاء وغلق العينين (رغم أنه ليس شرطًا إغلاقهما)، إلا أنهما مختلفان. الفرق يتمثل في معنى كلمتي نوم وتنويم. فالشخص المُنَوَّم، في جلسة تنويم، يكون مدركًا للأسئلة التي تُطرح عليه، مُتجاوبًا مع الطبيب المعالج، ويعود إلى حالة الوعي العادي حال يُطلب منه ذلك، تمامًا كمن يتم إيقاظه بعد فترة قيلولة قصيرة.
يستطيع الشخص المنوم مغناطيسيًا، و في أي لحظة خلال جلسة التنويم، أن يتنبّه للاقتراحات أو أن يتجاهلها، لا أحد يظل مُنَوَّما لأجل غير محدد، علمًا أن الخروج من حالة التنويم تكون بعد فترة قصيرة.
التنويم المغناطيسي يسمح باسترجاع ذكريات لأحداث حصلت، لكن ليس بهدف معرفة صحتها أو خطئها، وإنما للاستعانة بها لإيجاد تفسير للحالة النفسية التي عليها الشخص الخاضع للعلاج بالتنويم المغناطيسي.
من المهم جدًا أن نعي أن التنويم المغناطيسي مثله مثل أي طريقة علاجية أخرى، له فوائد في إيجاد حلول لبعض المشاكل النفسية المعقدة باختلاف درجاتها، كما قد تكون أدنى درجات الاستفادة منه هو الاسترخاء. وكذلك له مساوئ ومضار محتملة كثيرة.
وللأسف يطلق البعض على التنويم لفظ "التنويم المغناطيسي" وهذا خطأ، حيث أن كلمة Hypnosis تعني التنويم الإيحائي ويقصد به استخدام اللغة والكلمات الإيحائية التي تحتوي على جمل تتضمن اقتراحات إيجابية وتحفيزية.
ويرجع سبب الخطأ في التسمية إلى المترجمين والذين لم يفهموا آلية التنويم أو خطواته ليستطيعوا تعريب الكلمات. وعند البحث في القاموس الانجليزي نجد أنهم يعرفون التنويم بأنه (الكلام المحتوي على اقتراحات).
و بالنسبة لمن يظنون أن التنويم مغناطسيًا يفقدهم السيطرة على أنفسهم، فقد أثبتت الدراسات عدم فقدان الوعي، أي الدخول في غيبوبة، وعلى العكس، التنويم المغناطيسي قد يجعل الشخص أكثر تركيزًا وأقل شتاتًا وأكثر مهارة في استخدام قدراته العقلية بشكل بنّاء يغير ويطور ذاته.
وهو بتعريفه النفسي البسيط: اتصال بين نوعين من العقل ((الواعي واللاواعي)). وبعبارة أبسط: هو إشغال أو تشويش العقل الواعي للدخول للعقل اللاواعي ... بأفكار إيجابية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن المقصود باللاواعي هو العقل الباطن بمفهومه الطبي النفسي، وليس بمفهومه الفلسفي الباطني كما ذكرنا في أمسية العقل الباطن.
ويعود استخدام التنويم الإيحائي في ميدان العلاج النفسى إلى الألماني مزمر Franz Mesmer الذي رسخ نظرية التنويم الإيحائي العلاجي، وأسماه Animal Magnetisme أي المغناطيسية الحيوانية. وهذا سبب تسمية التنويم المغناطيسي في بداية ظهور هذا العلاج 1760 ميلادي. و لازال يطلق على ما قام به العالم مزمر من تطبيقات إلى mesmerism وتعني طريقة مزمر؛ نسبةً إلى أسمه.
والترجمة الخاطئة من Hypnosis إلى التنويم المغناطيسي صدرت من كتب قديمة تم ترجمتها من قبل مترجمين غير متخصصين في دور النشر العربية. وأيضًا في الأفلام العربية القديمة تم إظهار العلاج بالتنويم أن المعالج يستطيع أن يسيطر على المستفيد ويجعله يقوم بأعمال خارج من إرادته كنوع من الإثارة السنيمائية وهذا غير صحيح كليًا.
وكثيراً ما نسمع عبارات: العلاج بالتنويم الإيحائي، أو العلاج بالإيحاء، جلسات الاسترخاء العلاجية.
و يمكننا شرحه ببساطه بطريقة أخرى فنقول:
هو عمل "جلسة" تسمى جلسة علاجية؛ بحيث يسترخي المريض في مكان هادئ ومريح، ويكون مسترخيًا عضليًا، وهادئًا ذهنيًا، ويركز على التنفس العميق ويأخذ نفسًا عميقًا من الأنف ويخرجه ببطء من الفم، وهنا يتغذى المخ بالأكسجين، وهذه هي بداية العلاج، ويعطي أوامر بالاسترخاء والهدوء بتقنيات معينة -ولن أخوض في التقنيات لأنها تعتمد على المعالج فكل له طريقته- وعندما يصل العقل إلى حالة من قوة التركيز، وتسمى مرحلة (ثيتا) وهي من مراحل موجات الدماغ ويكون الإنسان مسترخيًا تمامًا، وليس نائمًا كما يفهم البعض، ويكون بكامل حواسه ويعي كل مايحيط به؛ بمعنى أن المعالج لا يستطيع السيطرة عليه كما إلا برغبته، ثم يبدأ المعالج بإزالة أي ترسبات أو مشاعر سلبية قديمة، واستبدالها بأخرى إيجابية.
والأهمية الحقيقية من التنويم الإيحائي في حالات العلاج هي: في أنه عندما يكون الذهن في حالة التركيز والاسترخاء العالي، يكون العقل الباطن مفتوحًا حيث يظهر على السطح ويكون قابلًا للاقتراحات والإيحاءات الإيجابية والمشجعة، وعندها تتمكن هذه الاقتراحات والإيحاءات من التغلغل والترسخ في العقل بسهولة وليونة أكثر، وذلك حتى تأخذ مفعولها بشكل أفضل وأسلم.. بينما يبقى الشخص في حالة وعي تام ومدرك لجميع ماحوله.
ويعتبر التنويم الإيحائي أحد مباحث علم النفس، وأول من استخدمه هم المصريون القدماء، ثم اليونانيون، فالبابليون. ولكن أعاد الطبيب السويسري فرانز انطوان مزمر اكتشافه في العصر الحديث في القرن الثامن عشر عندما استخدمه لتخدير مرضاه، وقد اعتقد الناس أن ما يفعله (مزمر) هو نوع من السحر والشعوذة! وقد قامت المنظمة الطبية في فيينا من حرمانه من عضويتها للاعتقاد والظن الخاطئ تجاهه!.
نأتي للتعريف العلمي للتنويم الإيحائي النفسي الطبي: ما هو التنويم hypnosis علمياً؟
تعريف العالمان تشيك وليكرون Cheek & LeCron في كتابهما "علاج التنويم الإكلينيكي" (Clinical-Hypnothherapy) "حالة استعداد أكثر لاستقبال الرسائل المقترحة، وحرفية في الفهم، و إرادة لتطبيق المقترحات الايجابية".
- تعريف المدرسة الإريكسونية: "مرحلة يومية عادية متكررة، تسمح للعملاء أن يتمتعوا نحو الأفضل لحل المشاكل و الإبداع".
- تعريـف د.سيغموند فرويد (1856 ـ 1939م) مؤسس المدرسة التحليلية: "أن التنويم يمنح المدخل إلى العقل الأقل تعقيدًا، وأن القدرة على الاستجابة للتنويم دليل الصحة النفسية".
- تعريف آيرنست هيلجارد (Hilgard): "التنويم حالة يكون فيها العقل الباطن قادرًا على العمل بحرية أكثر من حالة الانتباه العادية".
-ويعرف أيضًا: "بأنه فن الدخول في حالة إرخاء للوعي، ويتم حثه بواسطة تركيز الانتباه أو الغموض أو الإيحاء".
- التنويم حسب التعريف الذي أعطي من الحكومة الأمريكية: هو تجاوز المنطقة الحرجة من العقل الواعي وترسيخ أفكار انتقائية بطريقة يقبلها العقل اللاواعي.
في الشكل أدناه توضيح للمراحل الأربعة للوعي من اليقظة والتي تسمى مرحلة بيتا إلى المرحلة ألفا وهي مرحلة الهدوء والاسترخاء ثم بعدها مرحلة الاسترخاء العميق والتي تسمى التنويم وهي مرحلة ثيتا وبعدها نصل إلى مرحلة النوم. إذا هناك فرق كبير بين النوم والتنويم.
(صورة)
استخدم هانس بيرجر عام 1929م جهاز EEG
"Electroencephalography"
وهو الجهاز الالكتروني الذي يقيس مراحل الوعي وهي تخطيط لأمواج الدماغ واستعمالها قد تضاءل مع مجيء تقنيات تصوير تشريحية عالية الدقة مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير المقطعي من مشتقات تخطيط أمواج الدماغ ما يعرف بالجهود المُثارة (EP)، التي تتضمن معادلة نشاط تخطيط أمواج الدماغ ليكون مثبتا زمنيًا مع التعريض لمحفز معين (محفز بصري، لمسي، أو سمعي). تشير الجهود المرتبطة بحدث (ERP) وغيرها من التقنيات فأصبح بالإمكان معرفة المرحلة من الوعي التي يمر بها الشخص.
والمراحل الأربعة هي مرحلة اليقظة وتكون القراءة التي يظهرها الجهاز ما بين 13-40 هيرتز، والمرحلة الثانية تسمى مرحلة الاسترخاء وهي عندما يعطي الجهاز قراءة ما بين 8-12 هيرتز، والمرحلة الأعمق من الاسترخاء تكون ما بين 4-7 هيرتز ثم يأتي أخيرًا حالة النوم العميق والتي تكون فيها ما بين 1-3 هيرتز.
وبالعودة إلى تعريف العالم الدكتور ميلتون إريكسون للتنويم والذي يقول فيه أن التنويم عبارة عن "حالة يومية عادية متكررة وطبيعية فالانسان في حالة الوعي يكون في حالة تسمى(بيتا) ثم إذا ما ارتخى جسمه قليلًا وبدأ بتجاهل ما حوله أو قلت المدخلات الحسية الخارجية فإنه سرعان ما يصبح في حالة (ألفا) ثم باستمراره في التركيز على ذاته ونفسه فإنه سيمر ويدخل في حالة (ثيتا) ومنها إلى حالة النوم العميق (دلتا).
وقدم الباحث (Ben Kallen) في فبراير عام 1999م بحث بعنوان:
(Power Programming)
وأجاب على تساؤل:
(هل باستطاعة التغذية العصبية المرتدة أن تطور تركيزك وحالتك الذهنية وإنجازك؟)
(Can neurofeedback improve Focus, mood and workout?)
ومما ذكره عن الموجات الدماغية أنها تصنف إلى أربعة مـراحل مـن البطء إلى السرعة: وهي (النوم العميق- دلتا) ثم (التنويم – ثيتا) وهي الحالة بين الوعي وحدود النوم ويكون فيها الإنسان أكثر تقبلًا للاقتراحات، ثم (الاسترخاء – ألفا) وهي حالة التعلم المثلى والتفكير العميق والانفتاح الذهني، ثم السرعة العالية وهي (اليقظة والوعي – بيتا) وهي المرحلة التي ينتج فيها الدماغ موجات كهربائية تتراوح ما بين 13-40 دورة في الثانية (هرتز).
ويستخدم التنويم الإيحائي في علاج بعض من الأمراض النفسية، والإقلاع عن العادات السيئة والتدخين والمخدرات والأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي.
وهذا النوع من التنويم ليس له علاقة بالطاقة الكونية أو الطاقة الحيوية المزعومة بالبرانا، كما أنه لا يستطيع المعالج أن يسيطر على المنوم لأنه يكون بكامل قواه ووعيه ويشعر بكل ما يحيط به، وإنما تركيزه يكون منصبَّ على شي معين فقط. وهذا ما يفعله المعالج بجلسات الاسترخاء العلاجية بالضبط.
وقد ثبت فعالية التنويم الإيحائي في علاج بعض من الأمراض النفسية والأمراض العضوية والتي منشؤها نفسي، وكذلك في الإقلاع عن كثير من العادات والسلوكيات السيئة.
┄┄┄༻❁༺┄┄┄
استخدامات التنويم الإيحائي :
يستعمل التنويم المغناطيسي لعلاج بعض الاضطرابات النفسية والجسدية. فيعد العلاج بالتنويم الإيحائي أحد الوسائل العلاجية لعلاج بعض حالات الأمراض النفسية.
ويعزز العلاج بالتنويم الإيحائي القدرة على الاستقلال والقدرة على مواجهة المشاكل، بالإضافة إلى زيادة التغلب على العديد من المشاكل النفسية والتعامل معها بصورة صحية.
كما يستعمل كمساعد لحل بعض المشاكل الصحية والتي تناسب العلاج بالتنويم الإيـحائي.
سؤال: إذا وجدت المعالج يقول لك "خلال جلسة التنويم سوف تصلك طاقة البرانا لتصلح لك مشكلتك" هل هذا التنويم الذي يتكلم عنه هو التنويم الطبي الصحيح؟
- لا
لو وجدت المعالج يقول لك "أن في هذه الجلسة سوف تعرف أمور غيبية مثل كيف مات جدك الأكبر أو أمور مستقبلية مثلًا من ستتزوج" هل هذا التنويم هو التنويم الإيحائي الطبي الصحيح؟
- طبعًا لا
لو قال لك المعالج "اتحد مع شجرة أو وردة تقابلك في الاسترخاء" هل هذا تنويم إيحائي طبي صحيح؟
- لا
ماذا لو قال لك أنه خلال الجلسة راح ترجع طاقتك الحيوية بدون ما يذكر لك البرانا مثلا هل هذا صحيح؟
- الطاقة الحيوية في جلسة التنويم الإيحائي قد يكون لها عدة مقاصد.
أولًا: إن كان المقصد أن يعيد لك النشاط فهذا لا بأس به لأنها جلسة استرخاء كما شرحنا.
ثانيًا: إذا كان المقصد أنك تتلقى طاقة كونية أو روحية (البرانا) كما يزعمون فهذا يعني أنك تحت طائلة إحدى أمرين:
١- إما ممارس للطاقة الكونية وعلومها وهذه عقيدة وثنية باطلة قد يغير في اعتقاداتك بهذه الجلسة والعياذ بالله.
٢- وإما أنك تحت طائلة متعامل بالسحر والجن والشياطين وهذا أيضًا عاقبته وخيمة.
وهنا بإذن الله قد عرفتم جليًا كيف تفرقون بين التنويم الطبي الإيحائي النفسي وبين الأنواع الأخرى أيًا كانت.
لو المعالج قال لك "هذه الجلسة أو الجلسات تعالج لك كل الأمراض بلا استثناء وتعيدك لصحتك وحيويتك" هل هذا تنويم إيحائي طبي سليم؟
- لا يمكن للتنويم المغناطيسي الإيحائي الطبي أن يعالج كل الأمراض وإلا لما احتجنا إلى المستشفيات والتخصصات الأخرى.
أنواع المعالجين:
النوع الأول: من يستخدمه الاستخدام الصحيح بطريقته الطبية لعلاج حيثية معينة، وهذا لا بأس به.
النوع الثاني: من يستخدمه الاستخدام الطبي الصحيح في أمور غير مشروعة، وهذه جريمة.
النوع الثالث: من يستخدمه بطريقته الطبية ويدخل فيه علوم الطاقة والبرانا؛ وهذا قد يغير العقيدة في بعض الحالات وهل هناك أعظم جريمة من هذا؟ لأنه يدعو لوحدة الوجود.
النوع الرابع: من يدّعي أنه يستخدم التنويم الإيحائي الطبي وهو يعان أو يستعين بالشياطين؛ وهذا واضح مضرته.
وقد يكون المعالج خليطًا من السابق كله أو من بعضه.
الحكم الشرعي
ما حكم التنويم المغناطيسي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تباينت الفتاوى حول التنويم المغناطيسي، وسبب تباينها يكمن في التصنيف الذي يوضع فيه التنويم المغناطيسي، فمن صنفه في مجال الكهانة والسحر واستخدام الجان قال بمنعه دون تفصيل، ومن صنفه في مجال الإيحاءات والمجالات العلمية والنفسية قال بحليته إذا استخدم فيما هو خير كالعلاج ونحوه، وننقل هنا فتويين يبينان هذا الاختلاط.
الفتوى الأولى: فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم 1779 في المجلد الأول (العقيدة) صفحة 399 الطبعة الثانية 1412هـ، السؤال: ما حكم الإسلام في التنويم المغناطيسي وبه تقوى قدرة المنوم على الإيحاء بالمنوم وبالتالي السيطرة عليه وجعله يترك محرمًا أو يشفى من مرض عصبي أو يقوم بالعمل الذي يطلب المنوم؟ فتقول فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في دار الإفتاء السعودية عن التنويم المغناطيسي: التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جنّي يسلطه المنوِّم على المنوَّم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بسيطرته عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعًا له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم يقوم بما يطلبه منه من الأعمال بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقًا أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز، بل هو شرك لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم. انتهى كلام اللجنة.
┄┄┄༻❁༺┄┄┄
الفتوى الثانية: (من موقع الإسلام اليوم) العنوان التنويم المغناطيسي في العلاج الطبي، المجيب د. عبد الرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد، التصنيف: الطب والصحة، التاريخ 29/7/1426هـ، السؤال: ما حكم التنويم المغناطيسي في العلاج الطبي؟ علمًا أن دراسة التنويم المغناطيسي جزء من المنهج الدراسي في الطب، وقد قرأت فتوى أنه حرام، على أساس أنه يتعلق بالجن، وقرأت أيضًا عن هذا العلاج كثيرًا، وكله يتركز على أمور نفسية لا علاقة لها بالجن والسحر؟ الجواب: الحمد لله... وبعد:
يمكن إيجازه فيما يلي:
1) أن المسمى الصحيح لهذا التنويم هو (التنويم الإيحائي).
2) أن بعض الفتاوى التي صدرت في حكم التنويم المغناطيسي إنما كانت بناءً على ممارسات غير صحيحة، وغير داخلة في مسمى التنويم الإيحائي، (المغناطيسي) فالإخبار بالغيبيات واستعمال الجن ينكرها من يمارس هذا النوع من أطباء ومختصين.
3) أن التنويم الإيحائي (المغناطيسي) مجال علمي معروف، ومهمته العلاجية معروفة، وله قواعد وأسس، وتحقق به إنجازات طبية معروفة.
4) أن التنويم الإيحائي يراد منه إقناع المريض بالعلاج الذي كان يرفضه في أحواله الاعتيادية، وكذلك يُراد من هذا التنويم تشكيل قناعة جديدة إيجابية لدى المريض حتى يتجاوز قناعته السلبية.
5) أن هناك ممارسات اختلطت بالتنويم الإيحائي (المغناطيسي) عند الأداء، وهذه الممارسات احتوت على أمور محرمة، فبدا للناس منها أن هذا التنويم محرم، والحرمة إنما جاءت من الممارسات لا من التنويم كما يحصل في (السيرك) من استعمال السحر والشعوذة.
6) أن التنويم الإيحائي باعتباره نوعًا من المعالجة يمكن أن يستخدم في الخير ويمكن أن يستخدم في الشر، فالإقناع بفكرة ما يعتمد على مشروعية هذه الفكرة أو عدم مشروعيتها فإن كانت الفكرة حسنة جازت المعالجة، وإلا فلا. والله أعلم.
فإذا تأملنا هاتين الفتويين عرفنا أن التنويم المغناطيسي يطلق على نوعين من الممارسات يختلف كل منهما عن الآخر اختلافًا كبيرًا، وأمكننا -حينئذ- القول إن التنويم المغناطيسي إذا قام على استخدام الجن كان حرامًا، ولو كان المراد منه خيرًا، ولك أن تراجع في استخدام الجن في الخير الفتوى رقم: 7369.
وإذا كان التنويم المغناطيسي يقوم على الإيحاء والممارسات النفسية كان مباحًا إذا استخدم فيما هو خير، وحرامًا إذا استخدم في الشر. والله أعلم.
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
┄┄┄༻❁༺┄┄┄
من الملاحظ عند من يعالجون بالتنويم "الطاقي" أنهم يزعمون نقلك إلى مستوى أعلى من الوعي والإدراك، وحتى تحصل على الوعي والإدراك يجب أن تفتح مسارات الطاقة في جسمك ومراكزها المعروفة بالشاكرات، وعندما تفتح تلك المسارات فإنك تتلقى الطاقة الكونية والتي بدورها تعطيك الشفاء، والسعادة والقوة وكل شيء. وهنا نعلم مدى خبث هذه الممارسة وأنها لا تمت للعلم بصلة.
ما هي الآثار الجانبية للتنويم المغناطيسي الطبي النفسي؟
من أهم وأشرس الآثار الجانبية للتنويم المغناطيسي الطبي الإيحائي: هي إيجاد ذكريات لا تمت للواقع بصلة والتي غالبًا ما تؤدي بالشخص إلى الإكتئاب الحاد وقد يؤدي إلى الإنتحار والعياذ بالله.
إذا كان المعالج غير محترف فهنا طامة أدهى وأمر.
سؤال للدكتور محمد السليمان: بحسب منهجكم ومتابعتنا لكم، فإن التنويم المغناطيسي ليس بصحيح، ولماذا تؤمن به؟ لماذا لا يكون استعانة بالجن والشياطين؟ لماذا تقول عنه أنه صحيح؟ أليس صاحب هذا العلم سيجموند فرويد وهو يهودي نجس؟! لماذا تأخذ منه؟! أو تبرر أن علمه صحيح؟! لا يوجد ما يسمى العقل الواعي واللاوعي، وهل هناك تجارب وحقائق علمية تثبته؟
الجواب: هنا خلط واضح بين ما هو علم وبين ما هو تخرصات فرويدية، ففرويد سيجموند كما ذكرنا في أمسية العقل الباطن هو من أعاد صياغة مفهوم العقل الباطن (اللاواعي) بمفهومه الفلسفي الشرقي والذي لا أساس له علميًا بل أثبتت الأبحاث بطلانه وكان قد تحدث عن التنويم بذلك المفهوم وهذا باطل لا شك فيه.
أما التنويم المغناطيسي الإيحائي النفسي الطبي الحديث والذي هو مبني على الخصائص العلمية المعروفة للعقل الباطن بمفهومه النفسي الطبي فهذا مثبت بالأبحاث ويستخدمه الأطباء في كثير من حالات العلاج.
الخلط بينهما يأتي من أساس مفهوم العقل الباطن
فإن كان التنويم مبني على العقل الباطن بمفهومه الفلسفي الباطني الفرويدي فهذا باطل بلا جدال، أما إذا كان التنويم المغناطيسي الإيحائي مبني على مفهوم العقل الباطن النفسي الطبي المعروف فهذا صحيح ومعمول به عند الأطباء، ومعترف به في الأوساط العلمية ويستخدم للعلاج، وهذا المفهوم لم يكن فرويد يدركه البتة في وقته.
إلى هنا ونأت إلى ختام أمسيتنا لهذه الليلة
كل الشكر والاحترام والتقدير لمشاركتم وتواجدكم
سعدنا بكم.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمدلله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
┄┄┄༻❁༺┄┄┄
المراجع:
-Theodore Xenophon Barber
Hypnosis: A Scientific Approach (Master Work Series) (The Master Work Series)
- Hypnosis, Imagination, and Human Potentialities - Clinical and Experimental Hypnosis
- Hypnosis, Memory, and Behavior in Criminal Investigation
John G. Watkins
- Hypnoanalytic Techniques: The Practice of Clinical Hypnosis - Volume II
- Robin Waterfield
Hidden Depths: The Story of Hypnosis (Vera Stanhope) Unabridged
- Stephen R. Lankton
The Answer Within: A Clinical Framework Of Ericksonian Hypnotherapy