الصدفة
د. محمد السليمان
هل للصّدفة مكان في حياتنا؟
كم مرة حدث لك أن كنت في نقاش ما واحترت في الإجابة، ثم دخلت موقع للتواصل ووجدت الإجابة الشافية؟
آهمك أمر ما .. وعندما فتحت القرآن وجدت الحل ووجدت الآية تتكلم عنك أنت!
أحدهم يفكر في أمر ما، وبعد ساعة صديقه أو أخوه .. يقول نفس الفكرة!
ترى هل هي #مصادفات
صدفة التقينا ...
صدفة وجدتها ...
صدفة وما أجملها ..
#الصدفة_بين_الحقيقة_والوهم
الصدفة البعض يؤمن بها، والبعض لا يؤمن، لكن هي موجودة؟ وماذا قال الحكماء عنها؟
1- كل ما تخطئ فيه حساباتنا نسميه الصدفة. – أينشتاين
2- ليس الاكتشاف سوى التقاء الصدفة بعقل متنبه جاهز – البرت غريغوري
3- في مجال الملاحظة لا تنحاز الصدفة إلا إلى الذهن المستعد. -لويس باستور
4- دائمًا امتلك الخطة وكن مستعدًّا فلا شيء يحدث صدفة – تشوك نوكس
5- الملحد هو شخص يؤمن أنه مجرد صدفة – فرانسيس ثومبسون
6- اسم أعظم المخترعين هو .. صدفة! – مارك توين
7- لا تسيء لأحد على سبيل الصدفة أبدًا - روبرت هيينلين
8- نحن لا نعاني بالصدفة – جين أوستن
9- الرجل الضعيف هو مجرد صدفة – غاندي
10- التغيير صديقك .. يجب أن يحدث حسب خطة وليس بالصدفة – فيليب كروسبي
ما هو التفسير العلمي للصدفة؟
وهل هي موجودة فعلًا؟ وهل هناك تحليل رياضي أو فيزيائي لها؟
نبدأ فيزيائيًا ثم رياضيًا ثم بحثيًا، ثم شرعيًا
فيزيائيًا سوف أبسط الموضوع جدًا
الصدفة تبعًا لقانون الفيزياء هو حدوث حدثين أو أكثر في نفس أبعاد المكان والزمان المحدد.
بالنسبة للبعد الزمني فقد أضافه آينشتاين للحسابات وبعد هذا البعد ألغيت تقريبًا كل أسس الفيزياء الكمية التي كانت تعتمد على الأبعاد الثلاثة؛ الطول والعرض والإرتفاع، فأضيف معها بعد الزمن.
قانون النسبية لآينشتاين
إن المقاييس من مساحات وحجوم وكتل وتحديد المكان والزمان والسرعة هي مقاييس معروفة في نظر الفيزياء الكلاسيكية (فيزياء جاليلو ونيوتن)؛ فكلنا نقيس المسافات والزمن بنفس الطريقة والكيفية ولا يختلف في ذلك اثنان إذا كانت مقايسهما معايرة بدقة وهذا يعني أننا سلمنا بأن هذه المقاييس مطلقة ولكن هذا يخالف النظرية النسبية التي تقوم على أنه لا وجود لشيء مطلق في كل هذه الأشياء إنما هي نسبية، فالدقيقة (60 ثانية) التي نقيسها بساعاتنا يمكن أن يقيسها آخر على أنها أقل من دقيقة أو أكثر، وكذلك المتر العياري طوله متر بالنسبة للشخص الذي يحمله ولكن بالنسبة لآخر يتحرك بسرعة كبيرة بالنسبة لذلك الشخص يجد المتر 80 سنتمتر وكلما زادت سرعته كلما قل طول المتر ليصبح طول المتر صفر إذا تحرك الشخص بسرعة الضوء (سنجد أنه من الاستحالة الوصول لسرعة الضوء) وهذا لا يعود لخطأ في القياسات بين الشخصين أو خلل في آلات الرصد التي يستخدمونها فكل منهما يكون صحيحًا ولكن بالنسبة له. ولهذا سميت بالنظرية النسبية والكثير من الأمور المسلم بها في حياتنا والتي نعتبرها مطلقة تصبح نسبية في عالم النسبية.
بمفهوم آينشتاين والتعامل مع الزمن على أنه بعد من الأبعاد يصبح كل شيء نسبيًا فمثلًا نعرف أن الكتلة هي كمية المادة الموجودة في حجم معين مثل كتلة الماء في حجم سنتيمتر مكعب هي واحد جرام وكتلة الماء هذه ثابتة ولكن وزنها هو الذي يتغير تغيرًا طفيفًا نتيجة لتأثير الجاذبية عليها فيقل الوزن قليلًا في المرتفعات ويزيد في المنخفضات نتيجة لتغير تأثير الجاذبية حسب بعدنا أو قربنا من مركز الأرض وهذا التغير يكون في حدود جرام واحد فقط، ولكن آينشتاين يبين أن الكتلة تتخلى عن تأثير الجاذبية وتتغير في حدود أكبر بكثير قد تصل إلى الآلاف ولا علاقة لتغير الكتلة بالجاذبية. إن ثبوت المقاييس والأبعاد عند آينشتاين في الكون لا وجود له حسب نظريته النسبية.
ومنها ظهرت قياسات الاحتمالات وحتميتها.
يعني إذا تساوت الأبعاد (الأربعة) تحدث المصادفة (Coincidence)
الآن هذا هو التفسير الفيزيائي
كيف تحدث فيزيائيًا؟ نعلم عندما يتساوى البعد المكاني والزماني.
وللتحليل هل هي تحدث بدون سبب أو كلها بسبب، نأتي للتحليل الرياضي والإحصائي.
هنا نتكلم عن حدوثها فيزيائيًا -وليس عن احتمالية حدوثها- وهو كيف ومتى تحدث؟
لن أخوض بعمق في قانون توزيع الإحتمالات probability distribution
ولكن يكفي ان تعلموا انه قانون مسلم به في الرياضيات
وهو حساب حدوث اي حدث ونسبة حدوثه
وهذا دقيق جدًا
إذًا فهي ليس صدفة
A coincidence occurs when two or more samplings from this random probability distribution all yield the same value for f(X).
Depending on whether the random variable is discrete or continuous, and on the exact form of the function, one can compute the probability that you'll observe this event occur purely by random sampling, and demonstrate that such a probability is always greater than zero.
الترجمة: "الصدفة تحدث عندما ينتج نفس القيمة لمتغيرين أو أكثر من العينات المدخلة لدالة التوزيع الاحتمالي العشوائي. سواء كانت هذه المتغيرات متقطعة أم متصلة. وفي نفس هذه الصيغة من الدالة، يستطيع الشخص حساب الاحتمال الذي ستلاحظ حدوثه بوضوح، وستجد أن مثل هذا الاحتمال يكون دائمًا أكبر من الصفر."
باختصار، تحدث الصدفة أو ما نسميها بالصدفة إذا كانت لعينتين من الدالة لها نفس الاحتمال.
هذا يعني أن الصدفة لا يمكن أن تكون صدفة رياضيًا؛ فهي محسوبة تمامًا.
إذًا ما يحدث في حياتنا كلها رياضيًا لا يمكن أن يكون صدفة فله حساباته الدالية؛ وذلك لأن كل الأحداث توزع احتماليًا.
ومن المعلوم لجميع العلماء والباحثين أن الصدفة ساقطة رياضيًا وفيزيائيًا للأسباب التي ذكرتها؛ ولذلك تجد الملاحدة لا يلجأون للتفسير العلمي لعلمهم بسقوطها.
ولهذا قام كثير من العلماء في العديد من الجامعات بجمع الصدف التي تحدث مع الناس بطريقة عشوائية، آلاف من الصدف وعشرات الآلاف من القصص للصدف، وقامو بتحليلها، ولم يستخرجوا أي واحدة لم تكن معروفة فيزيائيًا ورياضيًا. وقد نشر هذا البحث على المجلة العلمية بصحيفة
The New York Times- science
هنا أرفقه والذي كان عنوانه إذا كنت تظن أن واحد في التريليون يحدث صدفة فأنت مخطيء.
http://www.nytimes.com/1990/02/27/science/1-in-a-trillion-coincidence-you-say-not-really-experts-find.html?pagewanted=all
وهذا البحث موثق في معهد البحوث في جامعة هارفارد.
هنا أكملنا تفنيد الصدفة علميًا وعمليًا(بحثيًا) من جميع الجوانب
والآن ما هو الحكم الشرعي فيمن يؤمن بالصدفة في الخلق؟
الملاحدة يطلقون على الصدفة لفظ علمي ويسمونه "قانون التعليل الرياضى"
law of chance & causation
والصدفه رياضيًا غير مقبولة، وعلماء الرياضيات والفيزياء أسقطوا قانون التعليل (الصدفة الرياضية)، كما ذكرنا، ولا يستطيع أحد تبني هذه الفكرة.
حتى قسيس الملاحدة ريتشارد داوكينز عندما تمت محاصرته فى جزئية كيف نشأت الخلية الأولى والحياة على الأرض ذهب إلى أن الخلية من الممكن أن تكون جاءت من مصدر فضائي ذلك لأنه يعلم أن قانون التعليل والصدفة الرياضية تم إسقاطه منذ زمن.
ولا يمكن تفسير نشأة الخلية الأولى باستخدام قانون التعليل (الصدفة الرياضية).
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ).
سؤال:
هل يجوز استعمال كلمة صدفة أو حظ؟ مع ذكر أقوال العلماء.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المؤمن اعتقاد أن كل ما يحدث في هذا الكون من شيء هو بإرادة وتقدير من الله جل وعلا، قال تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [الأنعام:59].
وأن الله قدر هذا قبل خلق السماوات والأرض؛ كما ثبت ذلك في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
وعلى هذا؛ فإذا كان القصد بالصدفة هو ما يعتقده الملحدون من أن الأشياء هكذا تحدث صدفة من غير علم أو تدبير من الخالق العليم سبحانه، فهذا كفر يخرج صاحبه عن ملة الإسلام.
أما إذا كان المراد بها حصول الشيء مصادفة من غير علم الإنسان بذلك مسبقًا وهو ما يعرف بالمفاجأة؛ كأن يلقى الإنسان صديقًا عزيزًا عليه مصادفة بعد طول غياب من غير مواعدة بينهما فهذا لا حرج فيه؛ لأنه ليس فيه نفي لعلم الله وتقديره.
وراجع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، الجزء الأول ص60.
والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
┄┄┄༻❁༺┄┄┄
وهنا أيضًا مقال عن الصدفة والقدر جدًا مهم
http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/43581/
جزاكم الله خيرًا
إلى هنا وتنتهي أمسيتنا معكم هذه الليلة
شكرًا لكل من شارك وحضر وسأل وترجم ونقل
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق