الفراسة بين العلم والوهم
أمسية قدمها الدكتور محمد السليمان في مجموعة الطاقة الكونية على التلجرام https://t.me/RiekiFact
الفراسة بين العلم والوهم
- تعريفها
-حقيقتها
-أنواعها
-ما صح منها علميا وما بطل
-طرقها
-أحكامها الشرعية
- تعريفها
-حقيقتها
-أنواعها
-ما صح منها علميا وما بطل
-طرقها
-أحكامها الشرعية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد/
أهلا وسهلا بكم إخواني وأخواتي في حلقة جديدة وأمسية متجددة نأخذكم في رحلة شيقة لمعرفة حقائق وأصول مصطلح مثير للجدل واسم أطلق على شريحة عريضة من الممارسات والتي أدت إلى خلط الحقيقة بالتوهمات وخلط الحق بالباطل وخلط الزائف بالمثبت، إنها رحلة مع..
الفِراسَة Discernment
الفراسة علم يعرفه العرب والعجم على حد سواء، ويقولون عند العرب تفرّس في الشيء أي نظر وتثبت بتمكن، وهي مشتقة من حذق أمر الخيل (الفرس) و إحكام ركوبه، والشخص فارس: في ركوب الفرس أو فارس في الرأي وعلمه بالأمور ويقال أيضًا أنها مشتقة من فرس السبع الشاة (الفريسة) فكانت الفراسة عبارة عن اختلاس المعارف بهذا الطريق المعين.
و تعرف الفراسة اصطلاحًا على أنها الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة أو الاستدلال بهيئات الإنسان وأشكاله وألوانه وأقواله على أخلاقه وفضائله ورذائله، و يعرفها البعض على أنها معرفة أخلاق وطباع وأحوال البشر دون اتصال مباشر بهم أو معرفة الأمور من نظرة.
تعريف آخر للفراسة:
”علم الفراسة” هو علم من العلوم التي تبحث في أخلاق الناس داخل النفس البشرية من خلال النظر إلى أحوالهم الظاهرية كاللون والشكل. أو بمعنى آخر، ”علم الفراسة” هو العلم الذي يستدل به على الأخلاق الخفية من خلال الظواهر المرئية وبالتالي يتم ”تحليل الشخصية” البشرية.
وأصل ”علم الفراسة” في ”تحليل الشخصية” وتعود الأصول التاريخية لـ ”علم الفراسة” في ”تحليل الشخصية” إلى اليونان حيث يسمى Physiogonomy المؤلف من كلمتين معناهما قياس الطبيعة أو قاعدته. وباللغة الإغريقية تعني معرفة الجسم. وقد حظي هذا العلم بالانتشار الواسع في القرن 19 و 20 وطبعًا لا ننسى الأصل العربي أيضًا لهذا العلم.
والفراسة ثلاثة أنواع:
إيمانية: وسببها نور يقذفه الله في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب. وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانًا، فهو أَحَدُّ فراسة.
الفراسة الثانية: فراسة الرياضة، والجوع، والسهر، والتخلي. فإن النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بِحَسَبِ تجردها، وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر، وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع، ولا عن طريق مستقيم، بل كشفها جزئي، من جنس فراسة الولاة، وأصحاب تعبير الرؤيا، والأطباء، ونحوهم. وللأطباء فراسة معروفة، مِن حِذْقهم في صناعتهم.
الفراسة الثالثة: الفراسة الخَلْقية (وهو موضوعنا هنا)، وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم واستدلوا بالخَلْق على الخُلُق؛ لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله.
وأصل هذه الفراسة أن اعتدال الخِلْقَةِ والصورة هو من اعتدال المزاج والروح، وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال، وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال، هذا إذا خُلِّيَتِ النفسُ وطبيعتها.
والعرب تضم كثير من الفنون والعلوم سواء ذات الأصل العربي أو اليوناني أو غيره إلى الفراسة طالما كان الهدف منها كشف ما في الباطن من الظاهر. هناك الكثير من العرب الذين كتبوا في الفراسة أمثال الإمام فخر الدين الرازي في كتاب الفراسة والإمام شمس الدين محمد الأنصاري في كتاب السياسة في علم الفراسة وهناك من علماء المسلمين من تحدث عن الفراسة أمثال ابن قيم الجوزية في كتابه مدارج السالكين والإمام ابن الجوزي في كتاب الأذكياء وكتاب أخبار الحمقى والمغفلين وابن الأثير وغيرهم كثير، وتروى المئات من القصص والحوادث في الأدب العربي عن الفراسة ليس هنا المجال لذكرها.
وأنواع الفراسة متعددة قديمًا وحديثًا.
فمن أنواع الفراسة قديمًا:
1. فراسة الأثر (العيافة): تتبع آثار الأقدام والخفاف والنعال في التربة.
2. فراسة البشر (القيافة): معرفة الإنسان بالنظر إلى بشراتهم وملامحهم وأجسادهم.
3. فراسة ومعرفة الجبال واستنباط معادن الفلزات.
4. فراسة ومعرفة مصادر المياه (الريافة) من التربة والرائحة ورؤية النبات وحركات الحيوانات المخصوصة.
5. الاستدلال بأحوال البروق والسحاب والمطر والريح .
6. فراسة اللغة.
7. فراسة طباع وأخلاق الشعوب (جزء من فراسة وجوه البشر).
8. الفراسة المتعلقة بحذق المرء في صنعته.
9. الفراسة المتعلقة في أخلاق الحيوانات وصفاتها المحمودة و المذمومة (الخيل ، الإبل ... الخ).
10. فراسة الحس (اللون والذوق واللمس).
11. فراسة السلوك والمزاج والأصوات والأحوال النفسية.
أما أنواع الفراسة حديثًا فمنها:
1. فراسة الوجوه (الفيسيونومي).
2. فراسة الإيماءات والحركات (الكينيسيكز) وفيه فراسة الإحساس والنبرات والهيئات والمظهر والوضعيات... الخ.
3. فراسة خط اليد (الجرافولوجي، الجرافونومي، والجرافوثيرابي) وقد تطرقنا له بالتفصيل في أمسية سابقة (فضلًا راجع إصدار الجرافولوجي في قناة الطاقة الكونية).
4. فراسة الألوان (سيكولوجية الألوان، تفسير ألوان الهالات النورانية المزعومة في علم الطاقة).
5. الفراسة المتخصصة (يعرفها الشخص مع الخبرة والتجربة والدراسة في مجال العمل: بائع العسل، بائع الذهب والألماس، بائع العطور والأطياب، العطار أو بائع الأعشاب ، الطبيب أو الجراح، المهندس، خبير الأرصاد، خبير تتبع الأثر الجنائي، عالم تصنيف النبات أو الحيوان، فني السيارات، فني الكمبيوتر ... الخ).
وهناك الكثير والعديد من أنواع الفراسة التي لا يمكن حصرها؛ فبين الحين والآخر يظهر لنا فراسة جديدة من ممارس جديد وهكذا.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل الفراسة علم حقيقي أم علم زائف؟ وكيف نحكم عليه؟
وللإجابة عن هذا السؤال سوف أستعرض معكم بصفة مختصرة تاريخ الفراسة حديثًا وتطورها ومنها سوف نأت إن شاء الله إلى القول العلمي الذي يفصل الحق عن الباطل ونزودكم كما عودناكم بجميع المراجع العلمية لمن أراد الاستزادة من ذلك.
إن جميع أنواع الفراسة تدور حول المبدأ الرئيسي من الناحية التحليلية وهو الاستدلال بالظاهر على الباطن المخفي، ولذلك فتحليلها علميًا يندرج تحت بند واحد وهو دراسة الرابط العلمي بين الظاهر والباطن في الجسد البشري.
لمحة تاريخية
بدأ الامر في العصر الحديث بعلم فراسة الدماغ من قبل الطبيب الألماني فرانز جوزيف كال (Franz Joseph Gall) والمثير بالأمر أن ما فعله كان يعتبر دراسة عصبية متطورة في ذلك الوقت وقد كان كال من الجدد الذين يعتقدون بأن الدماغ وليس القلب هو مركز التفكير لدى الإنسان. ولو كان قد توقف عند هذا الحد لكان كل شيء جيدًا غير أنه اتجه نحو تبسيط مبدأ عمل الدماغ إلى أكثر حد ممكن وفق ما امتلكه من معرفة في ذلك الوقت؛ فآمن أن كل جزء من الدماغ له وظيفة معينة وجزء معين من السلوك. كال وآخرين معه شرّحوا أدمغة لأشخاص مصابين بأمراض عقلية ثم حددوا مناطقًا معينة على أنها مواضع للتحكم بعناصر معينة من الشخصية.
كان ذلك مقبولًا في عام 1800، غير أنه فيما بعد وعند الحصول على المعرفة الكافية حول الدماغ استبدل ما يسمى بفراسة الدماغ كغيره من العلوم الزائفة بعلم الأعصاب الحديث. وهنا نلاحظ كيف أن العلم الزائف قضى فترة طويلة منذ ظهوره على فترات متباينة منذ بدء التاريخ وحتى الآن، وما زال كل فرع منه يدعي أنه علم ناشيء وأنه من يدري لعله يكون صوابًا ولعل ثورة تحدث وتثبته، ويتخبط دعاته بين نسبته إلى العلم أم إلى ما هو غير علمي ويبقون في الموضع نفسه.
وللأسف الشديد، فإن ما يعرف بفراسة الدماغ مازال قائمًا في الهند؛ ربما لأن القائلين بفراسة الدماغ من البريطانيين وضّحوا أن للهنود صفات تجعلهم أقوى من جميع الأعراق الآسيوية. فراسة الدماغ تخصص مركزي فيما يعرف بالسامودريكا لاكجانا (Samudrika Lakchana)، وهو أحد أشكال الممارسات الطبية الخرافية القائمة على قراءة خصائص الجسد والتي ما زالت قائمة في الهند حتى يومنا هذا. إنهم يؤمنون بأن كل جزء من الجسد مرتبط بجزء من الدماغ، وأن عدم الانتظام في الضربات برأسك سيؤدي إلى خلل في الجزء المرتبط من الجسم.
وعلى مقربة من فراسة الدماغ هناك الفراسة أو قراءة الوجه، وهي الاعتقاد أن خصائص الشخصية مشتقة من تشريح الوجه، وقد كانت الفراسة يومًا ما شيئًا يعتد به قبل أن تتراجع لتصبح علمًا زائفًا بعد أن وجد شيئًا فشيئًا أنها لا منطقية تمامًا مع تقادم القرون. أرسطو وفيثاغورس أوضحا في وقتهما أن هناك ارتباطا بين الطباع وبين تعابير الوجه. وليس ذلك أمرًا كبيرًا في وقتنا غير أنه كان أمرًا رائدًا في أيامهم. فلم يكن أحد قد درس ذلك من قبل.
الفرينولوجيا "Phrenology" أو علم فراسة الدماغ، هو من أكثر العلوم الزائفة جدلية وتعرضًا للرفض والنقد العلمي والعام. بالتعريف الفرينولوجيا هي علم زائف يدرس الرابط بين شخصية الإنسان وشكل جمجمته. أي ببساطة يدعي معتنقو هذا العلم أنّ بمقدورهم معرفة كلّ شيء تقريبًا عن شخصيتك وطباعك وميولك عن طريق دراسة دقيقة ومفصلة لشكل جمجمتك.
تتألف كلمة الفرينولوجيا "Phrenology" من الكلمة اليونانية "phrēn" وتعني العقل "mind" و"logos" وتعني المعرفة "knowledge" وبهذا تكون الترجمة "المعرفة العقلية".
تعود بداية هذا العلم للفيلسوف أرسطو الذي بدأ بمجرد بعض الملاحظات والتعليقات ذات المصدر الحدسي عن أن لشكل الرأس علاقة بشخصية الإنسان، وبعد أرسطو ينقطع البحث العلمي في هذا العلم ويقتصر الأمر على العرّافين والوسطاء الروحيين الذين انتشروا بشكل كبير في أوروبا في العصور الوسطى. أول دراسة علمية يمكننا وضعها تحت اسم الفرينولوجيا هي التي قام بها الكاتب والفيلسوف واللاهوتي السويسري جوهان لافاتر (1741-1801) حيث قام بنشر عدة مقالات في ما سماه وقتها "physiognomy" أو -علم دراسة الوجوه- ولكنه بالطبع لاقى معارضةً شديدة.
ومع تقادم القرون وبدء تعلم الناس للتشريح، بدأ باحثون بحسن نية مثل يوهان لافاتير (Johann Lavater) والسير توماس براون (Sir Thomas Browne) بعمل ارتباطات مماثلة بين الطباع والوجه ولكن هذه المرة مع تشريح الوجه. آخرون فيما بعد صقلوا الأمر أكثر وأسموه "الفراسة علمية الترابط". فقد اعتقدوا أن نفس الجين الذي يجعلك تغضب يسبب لك حاجبًا كبيرًا أو تقطيبة كبيرة. أخذوا جميع التفاصيل الدقيقة. وشكل العينين الكبيرتين هل يوضح كون الشخص مخلصًا أم ساذجًا. وأيضًا شكل الوجه وما يوضحه، حتى أن أداتهم البحثية سميت بنظام ترميز عمل الوجه (Facial Action Coding System) المستخدم لتحديد قياسات الوجه ثم إخضاع النتائج لتفسير قاموس خاص بذلك ليفسرها بالمشاعر والتعابير.
إن المؤسّس الحقيقي للفرينولوجيا والذي أطلق عليها هذه التسمية هو الطبيب وعالم التشريح الألماني فرانز غول (1758-1828)، وهو أول من اكتشف المادة البيضاء والمادة الرمادية في الدماغ وعرف كلاً منهما ووضح الفرق بينهما في أماكن التموضع والتركيب. أوضح "غول" بعدة تجارب أن لشكل الجمجمة علاقة بتوزيع ما سماه "الملكات الفكرية" للإنسان من حبٍّ وعطفٍ وما إلى ذلك.
وفي عام 1861 أثبت الطب التشريحي على يد الجراح الفرنسي بول بروكا أنّ هناك تخصصًا في وظائف الدماغ بحيث لكلّ منطقةٍ فيه وظيفة محددة، ولكن هذا بالطبع لا يثبت أنّ لشكل الجمجمة علاقة مباشرة بالملكات الفكرية، ورغم ذلك، وضعت على يد "غول" قواعد لعلم الفرينولوجيا والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
- أن الدماغ هو مركز النزعات الطبيعية أو الميول ومركز العاطفة والوجدان ومركز ما سميناه الملكات الفكرية.
-كلّ تلك الميول والعواطف والملكات الفكريّة فطريّةٌ؛ أي أنها تولد مع الإنسان ولا تتأثّر بالبيئة.
-يقسّم الدماغ إلى عددٍ من "الأعضاء" المتخصصة التي تقع على السطح الخارجيّ للدماغ (حوالي 26 عضو).
-لكل عاطفة أو ملكة فكرية عضو معين مسؤول عنها في الدماغ، يعبّر كبر حجم هذا العضو أو صغره أو شكله الخارجي على المقدرة العامة للشخصية على التمتع بهذه الصفة الفكريّة.
- على سبيل المثال هناك عضو سماه "غول" بـ عضو الإجرام، إذا امتلكه الإنسان فهو دليل على كونه مرشحًا بشدةٍ لامتلاك رغباتٍ إجرامية والقيام بجريمةٍ ما!
أضاف العالم الفرينولوجي جورج كومب (1788- 1858) أعضاء دماغيةً إضافية فيما اعتبر في حينها تطويرًا وزيادةً في دقة هذا العلم، مثل عضو الروحانية، وعضو الذكاء، ورسم مخططاتٍ وتقسيماتٍ دماغية دقيقة لتمييزها.
ولاحقاً قام الطبيب النفسي البريطاني بيرنارد هولاندر (1864-1934) بكتابة العديد من الكتب في هذا المجال الذي اكتسب الكثير من الشعبيّة في وقته، وعدّد حوالي 37 ملكةً فكرية يمكن فحصها ومعاينتها ببساطةٍ عن طريق النظر إلى جمجمة الإنسان وقياس أبعادها!
وفي عصر ازدهار هذه العلوم، أصبح الناس مقتنعين تمامًا أنّ "النزعة للخير" قد توجد لديك أو لا توجد لديك بحسب امتلاكك للعضو الخاص بها وحجمه! أو أنّ "الثقة بالنفس" يمكن معرفتها بقياس أبعاد جزء الجمجمة الذي يقع عضو "الثقة بالنفس" تحته!
- لاحقاً، قام البروفيسور البلجيكي بول بوتس (1900-1999) بدراسةٍ معمقة حول الفرينولوجيا من خلفية تربوية، حيث أظهر أنّ كون الملكات الفكرية فطريّة وغير قابلة للتغيير هي فكرة خاطئة، وللتربية والمحيط أثرٌ أيضًا في تكوين وتطوّر الملكات الفكرية للفرد، وساهمت دراساتٌ كهذه في نشر هذا العلم في بلجيكا والبرازيل وكندا وتقديم الاحترام له من قبل الوسط العام.
في عام 1983 أنشأ بيتر كوبر ما يسمى بـ "The London Phrenology Company" التي اعتبرت المصدر والمكان الرئيس للذين يهتمون بالفرينولوجيا، حيث تقدم لهم هذه الشركة كل ما يحتاجونه من أدوات وتماثيل فرينولوجية ومعلومات وكتب حول هذا العلم.
الحقيقة العلميّة
إنّ هذا العلم الزائف يبدو لنا حاليًا ،ولأيّ طبيب أو دارسٍ للطب العصبيّ، علمًا ساذجًا. وقد نشعر أنّ الجهود التي بذلت فيه جهودٌ غير نافعة ومضللة، فنحن الآن أصبحنا في عصر الرنين المغناطيسي الوظيفي FMRI وغيره من التقنيّات عالية الدّقة (تطرقنا لذكرها بإسهاب في تجارب العقل الباطن، انظر إصدار العقل الباطن في قناة الطاقة الكونية) التي لا زالت في طور التطوير لإعطائنا فهمًا أدق عن وظائف الدماغ، وأصبحنا نفهم تمامًا أنّ عمل الدّماغ شديد التعقيد ويتميّز بالتداخل بين عمل عدّة مراكز عصبية معًا. لازلنا نجد –حتى الآن- صعوبةً في فهمها، وهي بالتأكيد غير مرتبطة بالنتوءات والأبعاد الخارجية للجمجمة، كما أنّ تغيّرات الدماغ واكتساب المهارات لا تؤثّر على الشكل الخارجيّ للجمجمة.
إذًا فليس هناك علاقة علميًا بين الشكل الظاهر وبين السلوك والطباع والمؤثرات النفسية إطلاقًا.
كلّ هذا قد يجعلنا نحمل نظرةً سيئةً تجاه هذا العلم الزائف، ولكننا يجب ألا نهمل فضل أولئك الباحثين في تطوّر علوم دراسة الدماغ والعلوم الطبيّة العصبية، فقد قاموا بأدواتهم البدائية ونظرتهم السطحيّة بالتأثير على طريقة تفكيرنا ونظرتنا تجاه الدماغ ووظائفه، فكانوا من الأوائل في محاولة إثبات قدرة الإنسان على فهم ذلك العضو المعقّد بدلاً من الوقوف عاجزين أمام تعقيده.
الشبكة العصبية للمجسات الخارجية لشكل الجسم لا تثبت أي علاقة بتاتًا بين الشكل والسلوك والصفات.
بإمكاننا القول أنّ هذا العلم الزائف هو مثالٌ واضح على التحوّل التاريخي -الذي كثيرًا ما يحدث- للمعرفة المبنية على الحدس والتجارب غير المنهجية، والتي تحوّلت لاحقًا بعد تطوير أدواتها واعتمادها على منهجيّة علمية صحيحة إلى علم مثبتٍ حقيقيّ تفرّع إلى فرعين: علم النفس والعلوم العصبيّة.
من السهل أن يعتقد الشخص بالفراسة ففي أحيان كثيرة نرى شخصًا ونعطي ملاحظة عن شخصيته من الوهلة الأولى. هذه الفتاة عصبية. هذا يبدو شابا طيبًا؛ أراهنك أن هذا محامي وإلى غير ذلك من الانطباعات. ولهذا السبب يمتلك الوسطاء الروحيون وقرّاء الطالع وفتاحي الفال أعمالًا حتى الآن. غير أن هذا ليس من الفراسة. ليس أيًا من الصفات التي التقطتها تعتمد على تركيبة الوجه. كل ما التقطته يعتمد على التعابير الوجهية، التي توضح السلوك، درجة الثقة، اللباقة. أنت ترى أيضًا تسريحة الشعر والملابس، التي تأخذ الملاحظات منها حول الخلفية الاجتماعية للشخص، مهنته، طبيعة الناس الذين يلتقي معهم، قد يكون لديهم وشوم أو يرتدون حليّا.
المتفرسين يقولون أن هناك رابطًا بين شكل الوجه وبين الصفات النفسية للشخص كالاتي:
يقولون أن الوجوه تختلف حسب الطبيعة والبيئة التي يعيش فيها الفرد، وبالتالي فالذين يقطنون الريف يختلفون عن أولئك في المدن والوجه الشرقي يختلف عن الوجه الأوروبي. ولدينا أنماط الوجوه:
-الوجه المربع الشكل: يمتاز صاحبه بالإصرار حتى نيل مراده، وهو قوي الشخصية يمتلك إبداعًا وحجة إقناع.
-الوجه الرفيع: يتمتع صاحب هذا النوع بالإحساس العالي والشفاف، وهو محب للاستقلالية والانتقاء ويسمى بالوجه الملكي؛ لأن أغلب الملوك يتمتعون بهذا النمط، أما ثقته بنفسه فهي عالية بحيث لا يقبل الاستسلام.
-الوجه الدائري: صاحبه قادر على التأقلم مع الظروف المحيطة التي يواجهها، ناجح في أعمال متعلقة بلغة الإقناع، عصبي جدًا وغالب أخطائه سببها انفعاليته الزائدة.
-الوجه البيضاوي: يملك الجمال والفتنة، ذو جاذبية عالية، علاقاته فاشلة بسبب طيبته الزائدة، وهو متسامح.
أثبتت التقنيات المختلفة الموجودة اليوم أنه لا علاقة البتة بين شكل الوجه والصفات النفسية. وكل طبيب أعصاب أو دارس للشبكة العصبية يعلم ذلك جيدًا وأصبح من البديهيات.
"مبروك لقد عرفت الكثير الآن عن الأشخاص واستخرجت معلومات كثيرة من النظرة الأولى"، "صار من السهل الآنن أن تعرف كيف يعمل الكثير من مدعي الفراسة".
بالإضافة إلى ما يقوله هؤلاء من صفات قد يستحسنها أي شخص أو ما قد ينطبق على معلومات يعرفها الأشخاص أصلًا عن الشخص. مثلًا ما يعرفه الأشخاص عن رئيس بلد معين بأنه ظالم، ما يعرفه شخص عن فتاة تسأل عن فتاة أخرى وهي تضمر لها شرًا. من الطبيعي في حالتين كهذه أن يقول العرّاف أو المختص بالفراسة صفات تنطبق مع واقع الحدث. وبالعكس فعندما تسأله عن نفسك سيقول عنك إنك ذكي، أو إنك مررت بتجارب صعبة، إنك تملك أذنًا موسيقية (بالنسبة لنفسك حتى ولو لم تكن تملك أذنًا موسيقية فإن ما تسمعه من موسيقى يروق لك) أنت تملك ذوقًا رفيعًا في الملبس. وإلى غير ذلك مما سيعجب الشخص عندما يسمعه وسيميل الى القبول به.
ماذا عن لغة الجسد؟
لغة الجسد تختلف عن الفراسة وقراءة الوجه إذ أن ما يعرف بلغة الجسد يختص بقراءة التعابير لا الأجزاء الفسيولوجية ومع ذلك فما تتعلق بلغة الجسد منها ما للعلم رأي وإثبات به ومنها ما لا يعدو عن اعتباره معرفة مرتبطة بثقافة معينة لا يمكن اعتبارها علم قائم مرتبط بجميع البشر.
كيف يروج محتالي قراءة الوجه هذا العلم الزائف؟
يروج محتالي الفراسة وقراءة الوجه هذا العلم الزائف بطرق متعددة أولها الربط مع الدين من خلال النصوص الدينية التي تعزز وتؤيد الفراسة وقراءة الكف أو القدم أو العيون. أو تروج بدعم الخرافة مع التجارب العلمية مثلًا قد يستفيد شخص من مروجي العلوم الزائفة من التجارب المذكورة حول الرابط بين العدائية وهيئة الوجه من خلال ذكرها مع ما يروج له بأن العين الفلانية تحمل معاني الذكاء والأنف الفلاني يحمل معاني الكسل.
الخلاصة العلمية
الفراسة وقراءة الوجه خرافة كقراءة الكفين أو القدمين أو أي عملية ربط بين الهيئة الفسيولوجية للجسد مع سلوكه أو تركيبته النفسية. باستثناء تلك الصفات التي يثبت العلماء وجود ارتباط جيني لها مع هورمونات معينة أو خصائص فسيولوجية معينة بحيث يمكن أن يكون هناك ارتباطا بين صفة الوجه الفلانية أو صفة الجسد الفلانية مع السلوك الفلاني أو الصفة النفسية الفلانية.
كما أن نسبة ما أثبته العلم من هذه الصفات لا يؤهل لإجراء قراءة لوجه أي شخص؛ فهي حقائق متباعدة قليلة صعبة الإثبات إلا بعد تجارب مكلفة مقابل نتائج قليلة الأهمية. بخلاف ما يدعيه مروجي العلوم الزائفة والعرافين من قدرات حول قراءة الوجوه والفراسة حيث يكاد أن يمتلكوا معجمًا من الصفات مع ربطها بالوجوه والأجساد دون أي دليل علمي.
الحكم الشرعي في الفراسة وقراءة الوجه.
يمكن لبعض من آتاهم الله بصيرة التعرف على بعض حقائق الناس من خلال تعابير وجوههم، وإليه الإشارة في قوله تعالى (لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ ) البقرة/ 273 ، وقوله (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) الفتح/ 29، أو من خلال كلامهم، وإليه الإشارة في قوله تعالى (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) محمد/ 30.
قال ابن القيم –رحمه الله– في تفسير هذه الآية:
والمقصود : أنه سبحانه أقسم على معرفتهم من لحن خطابهم؛ فإن معرفة المتكلم وما في ضميره من كلامه أقرب من معرفته بسيماه وما في وجهه؛ فإن دلالة الكلام على قصد قائله وضميره: أظهر من السيماء المرئية، والفراسة تتعلق بالنوعين: بالنظر، والسماع.
"مدارج السالكين" ( 2 / 483 ).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله:
وكثير من الناس يعطيهم الله سبحانه وتعالى علمًا بالفراسة، يعلمون أحوال الإنسان بملامح وجهه، ونظراته، وكذلك بعض عباراته، كما قال الله عز وجل: (ولتعرفنهم في لحن القول) محمد/30.
تفسير سورة البقرة (3/ 368).
وقد سمَّى ابن القيم رحمه الله هذه الفراسة "الفراسة الإيمانية" وقال في بيان سببها، وحقيقتها، وأصلها:
"وسببها: نور يقذفه الله في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والحالي والعاطل، والصادق والكاذب.
وحقيقتها: أنها خاطر يهجم على القلب ، ينفي ما يضاده ، يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة ... وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إِيمَانًا: فهو أحدُّ فراسة.
وأصل هذا النوع من الفراسة من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده فيحيا القلب بذلك، ويستنير، فلا تكاد فراسته تخطىء، قال الله: ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) الأنعام/ 122 ، كان ميْتا بالكفر والجهل فأحياه الله بالإيمان والعلم، وجعل له بالقرآن والإيمان نورًا يستضيء به في الناس على قصد السبيل ، ويمشي به في الظلم، والله أعلم ".
مدارج السالكين (2 / 483 - 486) باختصار
وأما "قراءة الوجه" وغيره فهي داخلة في نوع من أنواع الفراسة يطلق عليه "الفراسة الخَلقية".
قال ابن القيم – رحمه الله:
الفراسة الثالثة: "الفراسة الخَلْقية" وهي كما أسلفنا موضوعنا لهذة الليلة، وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم، واستدلوا بالخَلْق على الخُلُق؛ لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله، كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل، وبكبره وبسعة الصدر وبعد ما بين جانبيه: على سعة خُلُق صاحبه واحتماله وبسطته، وبضيقه على ضيقه ، وبخمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها وضعف حرارة قلبه، وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة، وهو الشكل، على شجاعته وإقدامه وفطنته، وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه.
ومعظم تعلق الفراسة بالعين؛ فإنها مرآة القلب وعنوان ما فيه، ثم باللسان؛ فإنه رسوله وترجمانه، وبالاستدلال بزرقتها مع شقرة صاحبها على رداءته، وبالوحشة التي ترى عليها على سوء داخله وفساد طويته.
وكالاستدلال بإفراط الشعر في البسوطة على البلادة ، وبإفراطه في الجعودة على الشر، وباعتداله على اعتدال صاحبه.
وأصل هذه الفراسة: أن اعتدال الخلقة والصورة: هو من اعتدال المزاج والروح، وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال، وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال، يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال ، هذا إذا خليت النفس وطبيعتها.
مدارج السالكين ( 2 / 487 ، 488 ).
وهذا النوع من الفراسة وتلك القراءة للوجه فيها حق وباطل، وخطأ وصواب، وما يذكرونه من صفات لخلقة معينة للوجه لا يلزم أن يكون صحيحًا مطلقًا، وأظهر خطأ فيها، أنهم يجعلون صاحب الخلقة المعينة يلزم أخلاقًا وأوصافًا لا تتغير ! وهذا باطل قطعًا، فالكافر يسلم، والنشيط يكسل، والغني يفتقر، والعاصي يتوب، والقلِق يهنأ، والمكروب يزول كربه، واعكس ذلك كله، وأضف إلى القائمة ما شئت من أوصاف وأخلاق وفعال، وهذا مشاهد مجرَّب معروف.
ومن هنا فقد أكمل ابن القيم رحمه الله كلامه السابق بقوله:
"ولكن صاحب الصورة والخِلقة المعتدلة يكتسب بالمقارنة والمعاشرة أخلاق من يقارنه ويعاشره، ولو أنه من الحيوان البهيم ! فيصير من أخبث الناس أخلاقًا وأفعالًا، وتعود له تلك طباعًا ويتعذر أو يتعسر عليه الانتقال عنها.
وكذلك صاحب الخِلقة والصورة المنحرفة عن الاعتدال يكتسب بصحبة الكاملين بخلطتهم أخلاقًا وأفعالاً شريفةً تصير له كالطبيعة؛ فإن العوائد والمزاولات تعطي الملكات والأخلاق.
فليُتأمل هذا الموضع، ولا يعجل بالقضاء بالفراسة دونه؛ فإن القاضي حينئذ يكون خطؤه كثيرًا ؛ فإن هذه العلامات أسباب لا موجبة، وقد تتخلف عنها أحكامها لفوات شرط، أو لوجود مانع.
مدارج السالكين ( 2 / 488 )
ومن هنا فقد تبين أن الفراسة إما أنها تتعلق بالإيمان والبصيرة، وهذه لا سبيل لتعلمها، بل هي نور يقذفه الله في قلب عبده المؤمن، والنوع الآخر قواعد استقرائية يمكن تعلمها، ويشترك فيها المسلم والكافر، وفيها خطأ وصواب، ولا يُبنى عليها علم قطعي، بل هي أمارات ودلائل، ربما لا تبلغ درجة الظن الراجح في كثير من أحوالها.
وأما ترويجها بين الناس، وأكل أموالهم بها، فهو نوع من الكهانة الجديدة التي كثرت صورها في هذه الأيام، وتحيل المنتفعون بها لأكل أموال الناس بالباطل.
ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب السؤال الآتي:
ما هو حكم دراسة وتطبيق علم الفراسة الذي درسه الإمام الشافعي (رحمه الله)؟ وهل له علاقة بعقيدة المسلم لأنه قد يلبس على الجهلة لأنهم يتوقعون أنه علم الغيب (معاذ الله)؟ أرجو توضيح ذلك مع كل التقدير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد تعلم الفراسة لا حرج فيه، حيث إنها ليست من إدّعاء علم الغيب وإنما هي قدرة على معرفة بعض الأحوال ببعض العلامات الظاهرة، وكذلك تحليل ما يتوقع حصوله في المستقبل بواسطة تحليل الأحداث.
والفراسة ثلاثة أنواع:
إيمانية : وسببها نور يقذفه اللَّه في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا، فهو أَحَدُّ فراسة.
الفراسة الثانية: فراسة الرياضة، والجوع، والسهر، والتخلي. فإن النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بِحَسَبِ تجردها، وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر... وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع، ولا عن طريق مستقيم، بل كشفها جزئي، من جنس فراسة الولاة، وأصحاب تعبير الرؤيا، والأطباء، ونحوهم. وللأطباء فراسة معروفة، مِن حِذْقهم في صناعتهم.
الفراسة الثالثة : الفراسة الخَلْقية، وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم واستدلوا بالخَلْق على الخُلُق؛ لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة اللَّه.
وأصل هذه الفراسة أن اعتدال الخِلْقَةِ والصورة هو من اعتدال المزاج والروح، وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال، وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال، هذا إذا خُلِّيَتِ النفسُ وطبيعتها.
وللفراسة سببان:
أحدهما: جودة ذهن المتفرس، وحِدَّةُ قلبه، وحسن فطنته.
والثاني: ظهور العلامات والأدلة على المتفرَّس فيه. فإذا اجتمع السببان، لم تكد تخطئ للعبد فراسة، وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة، وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر كانت فراسته بَيْنَ بَيْنَ. من كتاب مدارج السالكين مع حذف .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة بعض الآثار الدالة على فراسة الشافعي.
فقال: والشافعي كان من أفرس الناس، وكان قد قرأ كتب الفراسة وكانت له فيها اليد الطولى، فذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم والحاكم وغيرهما عن الحميدي قال: قال الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها. من مفتاح دار السعادة مع حذف.
ومما سبق يتضح أن الفراسة منها ما هو مكتسب ومنها ما هو محض هبة من الله، وعلى كل حال فلا يجوز لصاحب الفراسة أن يلبس على البسطاء والسذج ويوهمهم بأنه يعلم الغيب، وتعلم الفراسة بقصد إيهام الناس بذلك لا يجوز.
والله أعلم. (اسلام ويب فتوى)
┄┄┄༻❁༺┄┄┄
المراجع
أولًا: الكتب العربية والمترجمة
* أسرار الوجوه في التعامل مع الآخرين – أحمد رياض (بيرسونولوجي)
* أسرار الوجوه في اختيار مجال العمل – أحمد رياض (بيرسونولوجي)
* بإمكانك قراءة لغة الوجوه – ناعومي آر تيكل (بيرسونولوجي)
* علم الفراسة – روز روزتري (الفيزيونومي)
* ماذا تقول الأذن – فالتر هارتنباخ (المدرسة الأوروبية والتي تتوافق مع الفيزيونومي كثيرًا)
* حكمة وجهك – جين هانر (القراءة الصينية)
* قراءة الوجوه بسرعة ويسر – ريتشارد ويبستر (القراءة الصينية)
ثانيًا: المراجع الأجنبية
Brody, S., & Costa, R. (2011). Vaginal Orgasm Is More Prevalent Among Women with a Prominent Tubercle of the Upper Lip. The Journal of Sexual Medicine, 8 (10), 2793-2799 DOI: 10.1111/j.1743-6109.2011.02331.x
Carré JM, McCormick CM. (2008). In your face: Facial metrics predict aggressive behavior in the laboratory and in varsity and professional hockey players. Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences 275:2651–2656.
Stirrat M, Perrett D I. (2010). Valid facial cues to cooperation and trust: Male facial width and trustworthiness. Psychological Science 21:349–354.
Wong, E., Ormiston, M., & Haselhuhn, M. (2011). A Face Only an Investor Could Love: CEOs' Facial Structure Predicts Their Firms' Financial Performance. Psychological Science DOI: 10.1177/0956797611418838
ثالثًا: المواقع على الشبكة العنكبوتية
http://www.phrenology.org
https://global.britannica.com/topic/phrenology
http://www.skepdic.com/phren.html
http://theness.com/neurologicablog/index.php/phrenology-history-of-a-science-and-pseudoscience/
https://www.princeton.edu/~achaney/tmve/wiki100k/docs/Phrenology.html
http://neurocritic.blogspot.com/2011/11/return-of-physiognomy.html?m=1
┄┄┄༻❁༺┄┄┄
#أسئلة_الأعضاء
أجاب عليها الدكتور محمد السليمان
- أين تقع الملكات الفكرية؟
- لهذا اليوم لم تعرف تحديدًا ولكنها في أجزاء كبيرة من الجسم وكلها تعمل سويًا حسب نظام المجسات والمحركات البشرية.
-هل يمكن أن يفكر الإنسان بقلبه؟
-نعم مركز التفكر والعقل هو القلب تحديدًا كمركز بمشاركة الأعضاء الأخرى.
-هل هناك علاقة بين الفراسة والحكمة؟
-أحيانًا.. وهذا ما بينه ابن القيم رحمه الله لأن الله يلقي النور في قلب المؤمن فيزداد حكمة بتعلقه ومخافته من الله مما يضفي عليه الفراسة.
هل يجوز لنا قراءة كتب الفراسة وتعلمها؟ وليس بغرض خداع أحد لأننا إذا حللنا لأحد سنقول هكذا ذكرت في الفراسة.
-لا أعلم، يمكنك مراسلة موقع الإسلام سؤال وجواب وسيردون عليك مالم تكن الإجابة منشورة لديهم.
أين يقع العقل (التفكير) يادكتور في القلب أم الرأس ؟
-في القلب كمركز رئيس.
هل يمكننا القول أن الفراسة هي هبة من الله للمؤمنين بالإضافة لبعض الصفات التي يمكن أن تدل على بعض السلوكيات لكنها ليست بالضرورة أن تكون صحيحة مئة بالمئة وهذه يشترك المؤمن والكافر فيها؟
- نعم هي هبة وهي رزق من الله وقد تعطى للمؤمن وللكافر لأن الدنيا عند الله لا تعدل جناح بعوضة. والله أعلم
-هل يدخل من يقتفي الأثر بالفراسة ؟
-ذكرناها من أنواع الفراسة القديمة وتسمى العيافة.
-أحيانًا أمر بمواقف أحس أني شايفتها من قبل. في ناس قالو هذا يسمى بالعقل الباطني، هل يوجد تفسير علمي لهذا؟
-علميًا لا يوجد تفسير محدد له وربما لأنه يدخل في دراسة الأحلام. والظاهرة الملاحظة ولم تثبت بعد أنها ربما رؤيا للحدث في حالة النوم وخزنها اللاواعي (المفهوم الطبي للعقل الباطن وليس الفلسفي) دون الواعي وعندما حصل الحدث حقيقة تذكره الشخص وكأنه رآه من قبل.
- تقام في اليابان وبعض الدول دراسات وأبحاث حول فصائل الدم ظنًا منهم أن كل نوع من فصائل الدم يحمل صفات معينه لصاحبه كالذكاء والهدوء وغيرها. ما نظرتكم يا دكتور في ما ذكرناه وأين هو من الفراسة؟
-نعم هذه الأبحاث مازالت مستمرة. كنت مع فريق ياباني حكومي منذ أربع سنوات تقريبًا لدراسة العلاقة بين الشبكة العصبية والفصيلة للدم والجينات وأوقفتها اليابان آنذاك لعدم جدواها ومنذ سنتين أعادوا البحث فيها. كل النتائج العلمية تؤكد أن لا ترابط أبدًا حتى الآن.
نهاية أمسية #الفراسة
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
يا دكتور حول نفس الموضوع)القذافي لملك السعوديه في القمه العربيه قلتلو كيف تجئ قو اجنبيه تحتل دوله عربيه واحنا نتفرج لماذا &قالي واللهي أمريكا دوله كبره وان كانت تدخل ماحد يقدر يمنعها، لما تلقيت انا ورايا قالي استطاعوا وشفنا العراق بعد الكويت اجتياح السعوديه الامر الذي جعل السعوديه التحالف مع الشيطان في عالم الوقت لانو هادي المنطقه مصدر لطاقه اذا&*الملك عبد الله ،اه معمر كلامك مردود عليه المملكه العربيه السعوديه واجعل مسلما ليس عمليه للاستعمار مثلك ومثل عيرك انت منو جابك للحكم &اخي عبد الله اني مسامحك وفيت عنك لكبر سنك واني ما ملك ملوك أفريقيا ورئيس الاتحاد الأفريقي وعميد الحمل العرب وأمام المسلمين كم انتي العالميه ما تسمح لي انزل الي مستوي آخر وشكرا ألم تكن الفراسه يا دكتور من جذب في موضع لا علاقه له للآخر حتي اخره د ما الكيفية التي تحررنا من بطش السحره بكلامهم وموضيعهم المعنته من امراضهم تجاه بني الإنسان الطبيعية
ردحذف